زمان لما كان عندي عشر سنين كانت ماما لسة بتحضر رسالة الدكتوراه، كانت ما بتخلنيش ألعب غير لما أأكلك وانيمك، كنت أخدك علي السرير أقعدك قدامي وألعب معاكي لعبة كابتن ماجد، وكل قطمة ب جون، لغاية ما نكسب الماتش، واخدك علي حجري، وانيمك وانا يا اما باغنيلك أو باحكيلك حكاية، وماكنتيش تنامي الا وانا بحكي، ولو خلصت الحدوتة وانتي لسة صاحية، تعملي نفسك نايمة، لحد مابدأ أحط راسك اللي كت مكسية بسلاسل دهب فوق المخدة، ألاقيكي تزمزقي، قال ايه صحيتك! تمسكي ايدي اوي وافهم انك عايزة حكاية تانية، في الأول كنت باحس انك عبء عليه لكن غصبن عني اتولد جوايا حب ليكي مختلف عن حب أي أخت لأختها، لو قلت اني باحبك زي بنتي هاكون مش صادقة ميه في الميه بس اللي متأكدة منه أوي بقه هو اني باحبك أكتر بكتير ماللي ممكن تفهميه،
"اوعي تسيبي اختك تخرج لوحدها، أحسن حد يخطفها، ما تسيبيهاش تروع عند حد مالجيران …"
ولو فيوم مالقيناكيش سارحه في البيت ..
"فين اختك" ..
"شوفي أختك راحت فين"..
قلبي يتصارع مع دقاته، أجري ف كل حتة في الشقة، عند الجيران .. أطلع .. أنزل.. لحد مالاقيكي يا اما بتلعبي مع حد من أولاد العمارة، أو مع قطة صغيرة شغلاكي وشغلاها، أو نايمة جمب راديو ماما علي السجادة زي ملاك من غير جناحات ..
كنت باحلم زمان ولغاية دلوقتي ان حد عايز يخطفك، وانا باجري عشان ألحقك، أنقذك واخدك ف حضني، احساسي بالمسؤلية تجاهك بقي شيء أكبر من اني اتناساه أو اتخلي عنه ..
نفسي أشوفك سعيدة، مش هقولك قربي مني وحبيني، لكن هاقولك : حبي نفسك، فكري فيها، حافظي عليها، واعملي اللي فمصلحتها، أهلك مهما كانوا أغبياء في تعبيرهم عن حبهم ليكي، هما في الاول و في الاخر عايزين يشوفوكي سعيدة، لسة ما أدركوش ان مش هما اللي يقدرو يعملو كدة،
أنا مش هفكرلك ف بكرة، ولا حتي هكتبلك روشتة بيها تعرفي ازاي تصحي كل يوم وانتي حاسة بروعة الحياة، وتقبلي علي الدنيا ببسمة تنور للشمس طريقها ف تشرق.. فكري شوية.. الوقت بيعدي .. وزي ماوقفنا علي دفنة خلتو اللي كانت معانا نايمة فوق سرير واحد، وكنا ما سكين ايديها، وبنبوس فيها ..
هاييجي اليوم اللي برضة غيرنا يقف علي دفنتنا، نفسي ساعتها نلاقي حد يترحم علينا ويذكرنا بالخير ..
أنا عارفة ان ممكن تكون نعمة الأخت مش من حظوظي في الدنيا زي حاجات تانية كتير، لكن انا عايزاكي تعرفي اني ف كل مرة بتجرحيني فيها سواء باهانة أو بتعدي علي خصوصياتي عمر ما حبي ليكي بيقل، لاني باكون عارفة كويس ان اللي بتعمل كدة مش أختي،
أختي اللي كنت باخدها ف حضني زمان علشان تنام وتحلم ..
مش هاقلك زي مابعمل كل مرة، ولا ها هددك ان كل اللي بتعمليه معايا ما بيتنسيش ولا بيتمحي من جوايا، ولا حتي هطلب منك تحاولي تغيري من نفسك ، لأن ببساطة لو وقفت علي راسي مفيش حاجة من دي هتحصل الا لو انتي بنفسك قررتي تعملي كدة.. أنا بس عايزة أقولك حاجة واحدة، ممكن تكوني ناسية كل اللي حكيتهولك وذكرياتي معاكي وانتي طفلة، ده ببساطة لأنك كنتي صغيرة أوي، بريئة .. زي ملاك صغير، لكن هاييجي يوم وتدوري علي حضن حد تنامي جواه .. حضن يساعك بكل تناقضاتك وصراعاتك مع ذاتك ..
هييجي يوم تدوري علي صدر حنين ياخدك من نفسك بعد فشلك الذريع في التصالح معاها، حضن يضمك علشان يطيب مش يجرح فيكي، حضن حد يكون بيحبك بجد .. ساعتها بدعي ربنا اني أكون لسة موجودة في الدنيا .. وانك تملي ما بين دراعاتي بعد ما تطيبي جرح قديم، بايديكي .. انتي ..
الملاك بتاع زمان..