Thursday, April 26, 2007

عصف الذات





لازالت تتواري خلف سحب الصمت والتأمل، تعاني من ألم خفيف في أول الرأس،

حاولت ارتداء اللباس المعتاد، زيها الراقي المطرز بالايجابية وحبات التفاؤل،

ولكنها تتمرد عليه في هذا الصباح وتفضل بعض التعري،

لم تأتي اللحظة التي تقرر فيها بعد أنها ليست سعيدة،

لا تشعر بشيء، حتي الحب، لم تعد تشعر به، ضاعت خطواتها بين انتقادات سخيفة من قبل بعض الأغبياء،
وتجاهل واضح ممن انتظرت منهم الكثير والكثير من الحب،

تتخبط في موجات الاحباط المرة، تترقب بعض الملح الذي يطهرها من كل ذلك،

أين أنا؟

تتسائل، ولا تحاول الاجابة بل تتبعه بسؤال أشد قسوة

من أنا؟

لا اجابة، هي غاضبة، منهم، منها،نعم .. لازالت صورة تلك الحجرة الصغيرة تحت الأرض تمر أمام عينيها

تتقطع الصورة، تماما مثل تقطع أحلامها، ويصدق عليه التوقف المستمر لأغنية فيروز التي اختارت الاستماع اليها عبر الانترنت،

تحاول الغناء، يخذلها صوتها المشروخ، المجروح بفعل الميكروبات المتراكمة هناك

تتحسس بعض البثور التي تزاحم وجهها، تغضب أكثر، تستعمل أظافرها، تجرح وجهها، تتعلم القسوة، تتامر مع العالم عليها،

تسخر من بعض الدمعات التي تحاول شق طريقها خارج عينيها،
تشعر بوخز في وجهها، تتحسسه، ينطبع سائل أحمر علي بصمات يديها،

تركض الي الحمام، تنظر الي المراه، تري الدماء وقد صبغت خطوط وجهها، واعادت رسم خلاياها، تغسل وجهها، يسيل الدم ثانية، تغتسل تماما، تبكي كثيرا، تدرك أخيرا ... أنها حزينة

Tuesday, April 10, 2007

كراكيب




عادت الحياة لهدوئها المعتاد، حكمت غارقة في ركام من الكراكيب لا ينقض غير مستمتعة بذلك، غير قادرة علي انتزاع روحها من بين كل هذه التراكمات ..

تبحث عن رهف بعينيها، لا تراها..
رهف تتحدث عبر الهاتف، شيئا لم تعد تستمتع به الا نادرا، لم تدرك أنها يمكن أن تصبح متعة حقيقية الا بعد أن تعرفت علي شهاب، ذاقت معه دفء حديث صباحي مبكر يضيف الكثير من الألوان للوحة شتوية رمادية تعودت عليها منذ انتفاضتها الأولي وما تبعها من رحلة لشمال سيناء مع حكمت، الرحلة التي فجرت بها طاقة هائلة منحتها أجنحة بيضاء عالية أزاحت بها الكثير من السحب الرمادية الكثيفة والحاجبة للضوء..
هو كان بمثابة علبة الألوان التي أضافت للوحتها ألوانا كثيرة، جعلت منها ابداعا تجريديا يفتقر المعني، أظهر كثيرا من الجوانب وطمس - أو ربما شوه أخري، ثم رحل.
تغلق الهاتف، تتفقد حكمت وهي في وضع الاستعداد متأهبة لبعض صرخات مشروخة تنبعث من بين الركام.

انتي عندك دم انتي؟

تستقبل رهف سؤالها في صمت متأدب. تتجاهل أسئلة أخري، ربما لما يمكن أن تتسبب لها من ندبات فوق جدار الروح .. تفتعل الهدوء .. الموت، وترفع راية بيضاء فوق حروف كلمة السلم "حاضر".
لن أحيا سوي حياة ..
كتبتها علي ورقة وألصقتها بجوار ملصقات أخري أرخت حياتها .. تستسلم بين أحضان معقلها، تنظر الي السحب الحمراء المتزاحمة فوق عرش ليلة ربيعية متمردة .. ألم يحين الوقت لحبات المطر أن تستسلم لجاذبية الطين والعشق ..
تبكي رهف، وتزيح بزخاتها ركام أحمر .. تهيء الساحة .. تطهر الأجواء من أتربة قديمة زاحمت أنفاسها .. تستقبل النور، تتزين بقلادتها السماوية، تخترق قلبها بأشعتها الفضية، تمتزج بخضرته، تهاود الشهقات .. ينطفيء البركان .. وما تلبث أن تغيب، حتي تتمرد عليها أذناها، بعد تحريض صارخ من رنات الهاتف ..