Wednesday, July 30, 2008

سحر البدايات 2

1

"علي فكرة عمرك ما هتلاقي راجل يسيبك تعملي اللي انتي عايزاه"

كانت كلماته تلك كافية جدا لأن تبدأ رحله الإستقلال، تنزع من روحها أول قطرة، ويبقي لها المحيط الهاديء، يزيدها غضبا، فتبكي لأنها لأول مرة تكتشف أنها ساذجة للغاية. . تحزن لأنها دون أن تدري اختارت رجل لم يكن هو.

تغادر المكان وموجات الغضب تملأها.
تفرك جسدها بصنفرة الأرز، تمشط شعرها بمشط قاسي، تجرجر أطرافها بغربة تائه في مركز لإعادة التأهيل، تسحب أنفاسها بصعوبة أكثر، تطوي السرير، تنام علي بطنها، وتختبيء داخلها.

*******
2

"تعرفي إني ساعات بحلم أعيش قصة حب!"
تنصت بانتباه شديد،
"هية فاكراني هحسدها دي كمان!!"

بجد أنا برغم كل اللحظات الحلوة اللي بعيشها ف بيتي، وبرغم إبني اللي عندي بالدنيا، إلا إني فعلا بحلم إني بعيش قصة حب مع واحد بحس معاه كل اللي أنا مش عارفة أحسه مع نادي!

تفهم أن ابنة خالتها لا تحاول إدعاء غير الحقيقة، عينيها المبللة كانت تخبر بصدقها غير المعهود.
ترحل بعد أن تحاول التخفيف عنها وإعادة توجيه مسار الحديث.

ما قلتلكيش صحيح، مش فيسيز عامل ديسكاوند!

*******

3

لازال المحيط يستقر في عروق روحها الطفلة، كلما حاولت أن تبكيه لاخر قطرة، يأتي المد ويجرفها للأعماق من جديد، تبحث بكل ما تملك من أوراد عن تعويذه تطفو بها إلي السطح، تنام الليل منزوية تردد "ك ه ي ع ص"، لم تشكك لحظة في صوفيتها..
لم تتردد لحظه في عشقه

تسحبه من دمها، تشرب الكثير من الماء، تغسل عروقها تماما، تتألم ..

"ااااه، أنا بموت يا رهف"

تنام علي صدرها وتبكي، يتأوه قلبها بعد محاولاتها الفاشلة لخرس ذاكرتها..

"الموت ولادة يا حبيبتي، والولادة مخاض .. ألم مخبي روح .. وحياه بتتولد!"