Saturday, March 08, 2008

أربع ورقات

,
*
الشتا
اللي بقي بيقصر
كل سنة حبة
عدا
من غير مايدفيني


**
حتي الربيع،
جي ب ورد أزرق
شمسه تعيش و تحرق
ونسيمه حمر عيني

***
يا تري سيدنا الصيف
هيكون شكله إيه؟


بحر وعسل
حبل اتوصل
كابل وفصل
إمتي وليه؟!

إسم النبي
حارسك وصاينك
صدرك ملا
طولت ضفايرك

البت زينة

والشاب بيه


مات الولا
باينه مات
عقد انفرط
وتلات عقاد

إرمي التذاكر
مالناش نسافر
القطر فات

****
شد الخريف
حيله وخرف
نطر الشجر
ورقه وعيط
مش فاهمة ليه

مش عايزة أسمع
صوت حداد
سيبوني أحلم مع فؤاد
هوة عايش واللا مات؟

حطيت دماغي عالمخدة
ومددت إيدي تحتها
خت الكتاب
وقريت قصيدة
قريتها تاني
حفضتها


صحيت حروفي
بلعتها
أنت ضلوعي
جوة حضني
كتمتها
دقاتي وقفت
بعدها


النور اطفي
حلمي ادفن تحت المخدة
ودموعي نزلت وحدها

Sunday, March 02, 2008

انا" تبكي"

"طول عمري بتخيل الجنة مزيكا، وكأن الأنغام الجميلة جزء من نعيمنا فيها"
تبتسم لبني من كلمات رهف،
"اه مش غريب علي واحدة بتقري القران علي صوت المزيكا الكلاسيكية ف البرنامج الأوروبي! د إنتي نكتة .. وعموما ساعتها إبقي قولي لربنا يعملك أوبرا خاصة بيكي، انتي اللي تعزفيها وأنا ممكن أبقي أجي .. ومعايا حبة ملايكة .. يا بنتي فوقي..
تتنهد رهف .. يأخذها بكاء الكمان في مقطوعة "انا" من فيلم الكمان الحمراء. لطالما شعرت بهذا الصوت وكأنه أنين قلب توجه الحزن. وفي اشتعال الكمان بمرور سوط مروضها علي أوتارها الناعمة بقوة، تتعرف علي احتراق أنفاس بشر ما، ينتزع شهيقا، ويحرر زفيرا محملا بالغضب، الألم، والأرق.
"عارفة يا لبني، أنا ما وصلتش للي أنا فيه دلوقتي، غير لما كدبت احساسي، وصدقت كل اللي سخروا مني وانا بقرا قران علي صوت المزيكا، وانتي كنتي واحدة منهم!"
تنظر رهف اليها نظرة عكست ما بها من غضب، وسخط، أدركت لبني أن عليها الانسحاب، فرهف ليست علي طبيعتها منذ فترة كما تبدو لهم، تزيف ابتسامة تماما تشبه تلك التي قابلتها رهف لأول مرة في شوارع تشيمسفورد، خادعة، ما أن تصدقها فتتخلق بسمتك فوق شفتيك لتعانقها حتي يصدمك السراب.
"كتهم القرف، مزيفين، ولبني كمان شكلها بقت زيهم"
"أنا مشيا بقي، ياللا تيك كير".
تخطو رهف خطوات متفاوتة في اتساعها نحو الشارع، واعية جدا بارتفاع حرارة أنفاسها، مدركة تماما ركود الهواء من حولها، تركب السيارة متجهة الي المنزل.
تبتلع حبات المهديء متناسية قرارها بالأمس باعتمادها علي قوتها الداخلية، وما تلبث أن ترتمي فوق ذلك السرير المنزوي بجانب الحجرة حتي يبتلعها الغياب.
تري، هل تعود رهف الي لحظة صدقت فيها أنها موصولة بكل ركن من أركان الكون؟! هل تري بعينيها العالم كما رسمه خيالها في ليلة تلألأت سمائها بالأحلام؟! فتصحو ثانية، لتذق عسل الدنيا في شعاع الشمس، تصالح الأمس، وتنام؟!
تحرري يا رهف، اخترقي شرنقة الوهم، مزعيها، ثم انصتي من جديد الي "انا"، توحدي معها، ابكي معها، تحسسي أنفاسها، حتي تهتدي اليك تلك الروح البعيدة، بعد أن يرتعد جسدك مصرخا، طالبا لها.