Sunday, August 19, 2007

عودة




"لسة فيه سحر في العالم"

سحر الموجي


يا طنط أنا غلبانة أوي، كل اللي نفسي فيه اني أبقي حد كويس، حد أعرف اموت وانا راضية عنه"


سكتت سيهام، وهي لا تملك ما ترد به عليها، وتسائلت
وهوه يعني ايه علاقة انها تبقي حد كويس بجوازها بابني؟!
لم تجد سيهام اجابة علي سؤالها، ومع ذلك انسحبت من أمام رهف مدعية أن ما سمعته منها سببا مقنعا بما فيه الكفاية لرفض الزواج من ابنها.


انتهت حدوتة الظابط، ورجعت رهف لاخر ركن في الحجرة، مالت عليه، ورفعت عينيها الي مصدر الضوء المقدس.
ذرفت دمعة لتمهد بها الطريق لبعض الاشراقات التي انتظرتها رهف طيلة فترة بقائها في تشيمسفورد وما قبل ذلك.
لا تزال تعرف جيدا أنها ليست وحيدة، رغم سلسلة الاحباطات المتكررة، وايذاء ليلي لها غير المتوقع، وقسوة والدها التي حلت محل الشوق المنتظر ونظرات الدفء التي ضاعت مع سنين عصفت بها من فوق أغصان الطفولة الي تربة الحياة.


اه يا رهف، لا زال أمامك الكثير من الحيرة حتي تتعلمي القدرة علي الخلق والاخصاب، لا زال أمامك طريق طويل من العمل الشاق، والبحث عن البدائل، ستتعلمي كيف تنتزعي الحياة من الموت، وتغرسي الحب في حدودك، لتجتازينها الي الخارج، لازال بالامكان أن تكوني ما تريدين، برغم احتياجاتك الكثر والتي لم تلبي بعد، برغم شحة الأوكسجين في الهواء وبرغم براعة بلادك في خداعك عندما أقنعتك منذ بداية عهدك بها، أن النجوم في السماء لا تتجاور العشرون في أ صفي حالاتها، وبرغم الحضن المحرم عليك، وقسوتك علي أنطونيو عندما قبلك وأنت ترتدين كليوباترا، فلا زال بالامكان أن تكوني ما رأيت بالحلم في تلك الليلة البعيدة، فقط عليك أن تجتازي هذه الأشواك، وتتحايلي علي صلابة الأرض، فتلين لك، تخترقيها بروحك، فتتفتت، وسأكون دائماهناك، أضيء لك كل ليلة أصل فيها الي الاكتمال، أهبك بعض اشراقاتي،


يا نبض الحياة .. اصمدي لها ولا تنتظري ما انتظره الاخرون من قبلك، لا تنتهي مثلهم، قفط كوني، ليكون العالم من حولك.


تعود رهف ... متجهة الي الداخل .. تسبقها حفنة من النور