Tuesday, April 10, 2007

كراكيب




عادت الحياة لهدوئها المعتاد، حكمت غارقة في ركام من الكراكيب لا ينقض غير مستمتعة بذلك، غير قادرة علي انتزاع روحها من بين كل هذه التراكمات ..

تبحث عن رهف بعينيها، لا تراها..
رهف تتحدث عبر الهاتف، شيئا لم تعد تستمتع به الا نادرا، لم تدرك أنها يمكن أن تصبح متعة حقيقية الا بعد أن تعرفت علي شهاب، ذاقت معه دفء حديث صباحي مبكر يضيف الكثير من الألوان للوحة شتوية رمادية تعودت عليها منذ انتفاضتها الأولي وما تبعها من رحلة لشمال سيناء مع حكمت، الرحلة التي فجرت بها طاقة هائلة منحتها أجنحة بيضاء عالية أزاحت بها الكثير من السحب الرمادية الكثيفة والحاجبة للضوء..
هو كان بمثابة علبة الألوان التي أضافت للوحتها ألوانا كثيرة، جعلت منها ابداعا تجريديا يفتقر المعني، أظهر كثيرا من الجوانب وطمس - أو ربما شوه أخري، ثم رحل.
تغلق الهاتف، تتفقد حكمت وهي في وضع الاستعداد متأهبة لبعض صرخات مشروخة تنبعث من بين الركام.

انتي عندك دم انتي؟

تستقبل رهف سؤالها في صمت متأدب. تتجاهل أسئلة أخري، ربما لما يمكن أن تتسبب لها من ندبات فوق جدار الروح .. تفتعل الهدوء .. الموت، وترفع راية بيضاء فوق حروف كلمة السلم "حاضر".
لن أحيا سوي حياة ..
كتبتها علي ورقة وألصقتها بجوار ملصقات أخري أرخت حياتها .. تستسلم بين أحضان معقلها، تنظر الي السحب الحمراء المتزاحمة فوق عرش ليلة ربيعية متمردة .. ألم يحين الوقت لحبات المطر أن تستسلم لجاذبية الطين والعشق ..
تبكي رهف، وتزيح بزخاتها ركام أحمر .. تهيء الساحة .. تطهر الأجواء من أتربة قديمة زاحمت أنفاسها .. تستقبل النور، تتزين بقلادتها السماوية، تخترق قلبها بأشعتها الفضية، تمتزج بخضرته، تهاود الشهقات .. ينطفيء البركان .. وما تلبث أن تغيب، حتي تتمرد عليها أذناها، بعد تحريض صارخ من رنات الهاتف ..

12 comments:

Yasmine Adel Fouad said...

الصورة وهم
تستاهل بوست لوحده
اما بخصص ابوست فاتى عارفه تعليقى عليها

بس تفتكرى العنوان ملائم ؟

إبـراهيم ... said...

حمد لله ع السلااامـــة يا فاطمـة ...


سأعود لهذا النـص .. ثانيـة ...


ولي عتاب .. (خفيف ) عـليكِ .. أؤجله لحينه ، تحياااااااااتي

بنت الحياه said...

ياسمينا
عارفة انك عارفة :)
لكن قوليلي، مش عاجبك التايتل

ابراهيم!!
عتاب؟
أنا اللي لية عتاب..
انا مالاقتش الكتاب في مدبولي علي فكرة :)
بس ايه بجد؟

محمد عز الدين said...

اعتذر عن تأجيل حفل التوقيع إلى يوم الثلاثاء 17/4 الساعة 6 مساءً بمتحف الفن الحديث بدار الأوبرا المصرية
وده بسبب زيارة السيدة سوزان مبارك لدار الأوبرا يوم الأحد وطبعا التأجيل
عمل قومى لمساندة حركة التطور التى تقودها حرم الريس

أخف دم said...

ازيك يا فاطمة
جميل البوست بجد وفيه كمية صورة جميلة متعودينها عليكى وعلى أسلوبك الجميل
ربنا يوفقك

Anonymous said...

جالك تاج يا سلطان

يا بنوتة بعتلك تاج
يالله وريني شطارتك ومتدعيش عليه
انا بمرمر التيجان للغاليين
:)

Yasmine Adel Fouad said...

العنوان مناسب لو ده احساسك ناحية الكلام انه مجرد كراكيب
انا شايفاه عبقرى

إبـراهيم ... said...

فاطمـة الكتـاب خلص من مدبولي فعلاً ، بس احتمال ينزل تااااني ، وياريت تبعتي لي إيملك ، لو سمحتي يعني !!.
.
.
والعتاب كان بخصوص إننا بطلنا نسمعك ، وده مش كويس !

إبراهيم محسن said...

جالك حفلة يا سلطان

ازي الريسيرشات
عامة الحفلة جاية يا معلمي
منتظر تشريفك

اوعي مش تيجي

إبراهيم محسن said...

اه نسيت اقولك ان تفاصيل الحفلة في مدونتي
تعالي خدي التاج ومعاه التفاصيل
يالله

خواطر شاب غاضب said...

صباح الفل
مدونة اكتر من رائعه
بس انتي ليه بتغيب كتير
يارب تشوفي الكومنت وتزوري مدونتي

Carol said...

very nice blog :)
أنا اول مرة أدخل هنا و أكيد مش أخر مرة
تحياتي
:)