Sunday, March 02, 2008

انا" تبكي"

"طول عمري بتخيل الجنة مزيكا، وكأن الأنغام الجميلة جزء من نعيمنا فيها"
تبتسم لبني من كلمات رهف،
"اه مش غريب علي واحدة بتقري القران علي صوت المزيكا الكلاسيكية ف البرنامج الأوروبي! د إنتي نكتة .. وعموما ساعتها إبقي قولي لربنا يعملك أوبرا خاصة بيكي، انتي اللي تعزفيها وأنا ممكن أبقي أجي .. ومعايا حبة ملايكة .. يا بنتي فوقي..
تتنهد رهف .. يأخذها بكاء الكمان في مقطوعة "انا" من فيلم الكمان الحمراء. لطالما شعرت بهذا الصوت وكأنه أنين قلب توجه الحزن. وفي اشتعال الكمان بمرور سوط مروضها علي أوتارها الناعمة بقوة، تتعرف علي احتراق أنفاس بشر ما، ينتزع شهيقا، ويحرر زفيرا محملا بالغضب، الألم، والأرق.
"عارفة يا لبني، أنا ما وصلتش للي أنا فيه دلوقتي، غير لما كدبت احساسي، وصدقت كل اللي سخروا مني وانا بقرا قران علي صوت المزيكا، وانتي كنتي واحدة منهم!"
تنظر رهف اليها نظرة عكست ما بها من غضب، وسخط، أدركت لبني أن عليها الانسحاب، فرهف ليست علي طبيعتها منذ فترة كما تبدو لهم، تزيف ابتسامة تماما تشبه تلك التي قابلتها رهف لأول مرة في شوارع تشيمسفورد، خادعة، ما أن تصدقها فتتخلق بسمتك فوق شفتيك لتعانقها حتي يصدمك السراب.
"كتهم القرف، مزيفين، ولبني كمان شكلها بقت زيهم"
"أنا مشيا بقي، ياللا تيك كير".
تخطو رهف خطوات متفاوتة في اتساعها نحو الشارع، واعية جدا بارتفاع حرارة أنفاسها، مدركة تماما ركود الهواء من حولها، تركب السيارة متجهة الي المنزل.
تبتلع حبات المهديء متناسية قرارها بالأمس باعتمادها علي قوتها الداخلية، وما تلبث أن ترتمي فوق ذلك السرير المنزوي بجانب الحجرة حتي يبتلعها الغياب.
تري، هل تعود رهف الي لحظة صدقت فيها أنها موصولة بكل ركن من أركان الكون؟! هل تري بعينيها العالم كما رسمه خيالها في ليلة تلألأت سمائها بالأحلام؟! فتصحو ثانية، لتذق عسل الدنيا في شعاع الشمس، تصالح الأمس، وتنام؟!
تحرري يا رهف، اخترقي شرنقة الوهم، مزعيها، ثم انصتي من جديد الي "انا"، توحدي معها، ابكي معها، تحسسي أنفاسها، حتي تهتدي اليك تلك الروح البعيدة، بعد أن يرتعد جسدك مصرخا، طالبا لها.

9 comments:

الشموع البيضاء said...

اول مره ازورك وانا اول تعليق..كلماتك رقيقه ومعبره جدا ..اصعب احساس اننا نتوه عن نفسنا او نحاول نغيرها نتيجه لضغط الى حوالينا..نفوسنا بتفضل حائره هائمه معذبه زى العصفور نفسه يرجع عشه ويطمن فيه ويقول انا زى مانا بالوانى وصوتى اقبلونى زى مانا زى ماربنا خلقنى ..تحياتى وللامام وانتظر زيارتك http://www.black-roses-candles.blogspot.com/

محمد عز الدين said...

وجعتيني أوي يا فاطمة
بجد الاحساس عالي هنا أوي

تحياتي

Camellia Hussein said...

احساسك عالي اوي حقيقي
تحياتي

fatma said...

ماروول
شرفتيني بأول زيارة، يسعدني أزورك أكيد..
يا غريب
ليه بحس معاك إن الدنيا مش كلها غربة!
كاميليا،
ربنا يخليكي،
بجد كنت متخيلة إني هاتضرب علي البوست ده..
بس تمام .. أتمني دايما تشرفيني

Samar Ali said...

دومتى حبيبة و عذبة و جميلة ,.النص رائع!
مين ده اللى يقدر يضربك وانا هنا؟

Sarah ElTobgy said...

Gurl.. betekteby 7elw awi..
i didn't find difficulty finding you..
do I have to tell you that i consider myself musician to know that i understand every single word you're said..
and i am dedicating this to you..

العازف

في طيات اللحن كنت أخبىء بعض الأنات...ا
رحت أعزف طوال الليل منتظرة أن يأتي
من يفهم ما بين سطور النغمات...ا
..
ولكنه - أبدا - لم يأت...ا
فقبعت وراءها.. ودموعي
بين نغم توارى ونغم آت

فدائما ما كانت تفهمني...ا
آلتي دون باقي الآلات

***

بنت الحياه said...

سمر

مطمنة وانتي هنا!

سارة البدعة

لازم تكوني بتلعبي مزيكا!
واحدة بإحساسك ممكن تكون بتعمل إيه فدنيا كلها داوشة وزيف
غير إنها تكتب حقيقة جميلة، وتعزف ألحان لروح شفافة، عرفت أشوفها كويس من بين ملامحك..
جميلة فيها كتير منك..
ياه قد إيه الدنيا دي ممكن تبقي أحلي لما نلاقي بعض!
دمتي بهذه الروح

Sarah ElTobgy said...

Same impression i took about you..
feeh nas keda.. errrr... BEYLAMMESO ...
they click..
3arfa asdi eih

I hope you understand what i will say:
YOU HAVE IT!
Others just don't..
TElk ashyaa2on la toshtara..

7ad bey7ess zayyek yehemeny yeshoof my site:
http://www.saraheltobgy.com/

Hey girl, you should pay me the visit ;)

مصطفى عثمان said...

master piece