
لازالت تتواري خلف سحب الصمت والتأمل، تعاني من ألم خفيف في أول الرأس،
حاولت ارتداء اللباس المعتاد، زيها الراقي المطرز بالايجابية وحبات التفاؤل،
ولكنها تتمرد عليه في هذا الصباح وتفضل بعض التعري،
لم تأتي اللحظة التي تقرر فيها بعد أنها ليست سعيدة،
لا تشعر بشيء، حتي الحب، لم تعد تشعر به، ضاعت خطواتها بين انتقادات سخيفة من قبل بعض الأغبياء،
وتجاهل واضح ممن انتظرت منهم الكثير والكثير من الحب،
تتخبط في موجات الاحباط المرة، تترقب بعض الملح الذي يطهرها من كل ذلك،
أين أنا؟
تتسائل، ولا تحاول الاجابة بل تتبعه بسؤال أشد قسوة
من أنا؟
لا اجابة، هي غاضبة، منهم، منها،نعم .. لازالت صورة تلك الحجرة الصغيرة تحت الأرض تمر أمام عينيها
تتقطع الصورة، تماما مثل تقطع أحلامها، ويصدق عليه التوقف المستمر لأغنية فيروز التي اختارت الاستماع اليها عبر الانترنت،
تحاول الغناء، يخذلها صوتها المشروخ، المجروح بفعل الميكروبات المتراكمة هناك
تتحسس بعض البثور التي تزاحم وجهها، تغضب أكثر، تستعمل أظافرها، تجرح وجهها، تتعلم القسوة، تتامر مع العالم عليها،
تسخر من بعض الدمعات التي تحاول شق طريقها خارج عينيها،
تشعر بوخز في وجهها، تتحسسه، ينطبع سائل أحمر علي بصمات يديها،
تركض الي الحمام، تنظر الي المراه، تري الدماء وقد صبغت خطوط وجهها، واعادت رسم خلاياها، تغسل وجهها، يسيل الدم ثانية، تغتسل تماما، تبكي كثيرا، تدرك أخيرا ... أنها حزينة