Saturday, October 25, 2008

بودلير العزيز


كعادتي في مطلع كل شتاء، أتجول عبر الليالي الزرقاء بين صفحات سأم باريس، هذا العالم الذي شكل
أحجيتي منذ زمان ليس ببعيد.

وحدي كالكرام - أرتع في دولة العقد الثالث- مرورا علي: الغريب، العجوز، والكلب أيضا، هذا الجميل الطيب الذي لا تستهويه رائحة العطر بالمرة!

**

عفوا سيدي .. ولكن هكذا أراهم الليلة، أرامل .. لم يترملن بعد، فقط لم تكتب لهم أية ذاكرة للفقد، كتلك التي ينعم بها المسنات.. يملأها دائما رجل حقيقي، يقفذ من بين أهدابهن الفضية، ليرسم فوق ملامحهن خطوط دقيقة -حفرتها الأعوام - تحمل ابتسامة موحية ببعض الأمل، ربما في لقاء قريب.

***

في قلب موج متحرك، أشاهد المهرج العجوز، استمع لأحاديث رددتها علي لسانه حول التعاسة المطلقة .. التعاسة المستترة .. بنظرته العميقة التي لا تنسي، وشقائه المنفر!
- ما العمل؟
تسائلت أنا الأخري، وخلاف لأعوام سابقة، أعتذر لك، فقط لم تشفني الإجابات!

****

كم هو ممتع للغاية، أن يمرغ الرجل وجهه في شعر امرأة مموج هائج، وبينما يمتليء بعطرها لا يدري حقيقة أنها وحدها تلتهمه، ليس هو!
*****

الوحدة ..
يبدو عنوان مغري للكتابة، للقراءة أيضا، لكنه لم يجذبني هذا المساء!
******

يحيا الخمر، والنبيذ المعتق .. جل السكر وفق نداؤك سيدي الممسوس .. "اسكروا!"

أنسحب أنا في هدوء واع، أعلن التوبة الان .. فمنذ الليلة لن أحتسي أي مسكرات تذهبني، وسأكتفي بحفظ وترتيل تلك السطور بلغتك الأصلية- الفرنسية، بالطبع سأبحث في القاموس عن بعض الكلمات الغريبة، كي أجد لها معني أردده بين هؤلاء، أو ربما أحرفه وحدي في ستر ليلة أخري!!